الحماية الجنائية للمستهلك من الغش التجاري
مقدمة:
ان حمایة المستهلك أضحت في مقدمة الواجبات الأساسیة للدولة المعاصرة،لما تمثله من ضرورة حضاریة ، تعكس قیمة الإنسان و المواطن لدى هذه الدولة أو تلك فحمایة المستهلك حمایة للإنسان الضعیف في معترك حیاته الاقتصادیة في ظل اللامساواة الاقتصادیة و الاختلاف في درجة المعرفة والاختلاف النفسي بین المستهلك من جهة والقوى الاقتصادیة التي یتعامل معها من جهة أخرى. إذا كان المستهلك في حاجة إلى الحمایة مند القدم، فإن حاجته إلیها في العصر الحدیث قد تعاظمت، و أصبحت أكثر إلحاحا ، نتیجة التطور الهائل الذي شمل كل نواحي الحیاة الاقتصادیة إقلیمیا و عالمیا ، حیث تطورت أسالیب الإنتاج و تنوعت طرق التوزیع و تعددت فنون الدعایة و الإعلان عن المنتجات ، و حلت المواد الكیماویة و الاصطناعیة محل المواد الطبیعیة المكونة للسلع المختلفة ،و خاصة منها الغذائیة والدوائیة و التجمیلة . و تحو ل المستهلك إلى الاعتماد على المأكولات المعلبة و المحفوظة، بعد اعتماده على المأكولات الطازجة ، حیث أدخل في صناعتها مواد كیماویة حافظة وأخرى ملوثة و ثالثة منكهة ،هذا بالإضافة إلى ما تعج به الأسواق من مواد خطیرة تحتاج إلى درایة كافیة بطرق الاستعمال و الاستفادة منها على الوجه المطلوب ، كما شمل التطور أیضا أسالیب الغش و التزییف ،حیث ضاع مفهوم الكسب المشروع و التعاون على ماینفالناس ،و طفت الأهواء الجامحة و السعي إلى الربح السریع و غیر المشروع إضرارا بجمهور المستهلكین في صحتهم و سلامتهم و ذمتهم المالیة ، كما تطورت و سائل إغراء المستهلك و إغوائه ، لدفعه و استمالته إلى اقتناء المنتجات و السلع المختلفة ،إذ لا یتحرج المنتج أو التاجر من إعلانه الكاذب أو المضلل في سبیل تحقیق مآربه في الربح السریع و غیر المشروع ، هذا بالإضافة إلى طرق البیع المغریة و الجذابة ، من تسهیلات في دفع أو الوعد بجائزة ، بحیث لا یترك الموزع للمستهلك أیة فرصة للتفكیر في جدوى هذه السلعة و مدى حاجته الحقیقیة إلیها ، مما یجعل منه شخصا مسلوب الإرادة ، فریسة سهلة الافتراس ، و طریدة سهلةالاصطیاد الأمر .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق