ــــــــــ قـواربٌ وعـقـارب ـــــــــ عبد الكريم الفصال
موقع القانون فابور يرحب بكم
كلما سمعَـتْ أذنـاك هاتين الكلمتين إلا ورُسِـمت صورة مدينة قلعة السراغنة أمام عينيك... في هذه القلعة المشهورة المقهورة المحقورة إن بقـيـتَ فيها قَـتـلـتـكَ العقارب، وإن غادرتَ جغرافـيـتها قــتـلـتـك القوارب، هي معادلة سرغينية صنعها الفاسدون المفسدون في هذه الأرض ليكون حلها : الموت أو الموت لأبناء هذا الوطن.
في هذه الأيام عاشت أقاليم قلعة السراغنة فاجعة مميتة، حيث جاءتنا الأخبار من عُـباب البحر تحمل أسماء ضحايا شباب يافِـعٍ قتلتهم سياسات فاسدة قبل أن يبتلع البحر أرواحهم وترمي لنا الأمواج أجسادهم.
في قلعتنا أو في مغربنا عموما يستحيل أن تقنع الشاب بعدم خوض مغامرة عنوانها ( ربحة أو ذبحة ) لأنه – ببساطة – مذبوح في واقع يقتل حلـمَه، ويُغـرِق أملَـه، وَيـشـنُـق حماسَـه، ويَـحـرِق هِـمته، ويُـكَـبِّـلُ حريـتَـه، ويطفئ شعلةَ إبداعِـه.
في بلدنا الحزين؛ لا يساوي المواطن الغريـقُ في مستنقع الفقر والبطالة سوى ورقة انتخابية سُـرعان ما تـفـقـد صلاحيتها بمجرد إحراقها بعد عملية فرز الأصوات؛ ليستمر نزيف مآسي الهجرة السرية، وتستمر العقلية الاستبدادية المتحكمة المتسلطة الناهبة للثروات التي لا يعنيها موت فلذات الأكباد في ظلمات البحار التي تبحث عن انعتاقها وحريتها وكرامتها المسلوبة منها، والتي لا محالة ستجدها في بلاد الغير.
وعلى إثر هذه المآسي والويلات، نعلن للرأي العام ما يلي :
- تعازينا الحارة لجميع عائلات وأسر الغرقى ذكورا وإناثا، سائلين الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته الواسعة.
- شُكْـرَنا وتقديرنا لكل من آزر وساند أُسَـر الضحايا وساهم في العثور على أجسادهم والعودة بها إلى معاقلها.
- تحميلنا المسؤولية الكبيرة للمسؤولين الحقيقـيين الذين فتحوا الطريق على مصراعيه لقوارب الموت أمام مرأى ومسمع الجميع.
- استنكارنا الغياب التام وعدم التفاعل المسؤول والحقيقي لبرلمانيي ومستشاري ورؤساء الإقليم " المنتخبين ".
- استنكارنا لصمت الإعلام الرسمي وطريقة تعامله مع الفاجعة.
- مطالبتنا الجهات المسؤولة ( الحقيقية لا الكراكـيز ) بتحمل المسؤولية أمام الله أولا وأمام التاريخ ثانيا وأمام المواطنين ثالثا، وبإرادة قوية حقيقية للتغيير والتنمية، ومحاربة أسباب هذه الفواجع من بطالة وفقر وظلم وتهميش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن جمعية السلام للتنمية والتعاون - جماعة لوناسدة إقليم قلعة السراغنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق