فرنسا_والانفصال_الإسلامي_عندما_يتحول_بوصوف_إلى_ناطق_باسم_الدولة_المغربية_وبدون_تفويض_منها
الرئيس الفرنسي يريد إعادة هيكلة الحقل الديني بفرنسا، بغاية وضع حد لما أسماه "الانفصال الإسلامي"... سيستغني عن "استيراد" الأئمة من بلدان عدة، وضمنها المغرب... وسيعمل على تكوين أئمة فرنسيين بعين المكان، متشبعين بمبادئ العلمانية وقيم الجمهورية، ببرامج ومناهج جديدة ... وباللغة الفرنسية... سيصطدم بإشكالية التمويل دون شك ... لأن القانون يمنع الدولة من تمويل الشأن الديني..."خلل" في العلمانية مقصود بغرض فصل الدين عن الدولة... لكن الجمعيات الإسلامية تسللت منه بدهاء ومكر ... لتستثمر في البزنس الديني، مساجد وجمعيات ومؤسسات خيرية...ولتملأ الأرصدة الخاصة عن آخرها بكل أنواع العملات...كنت أنتظر توضيحا ما من وزارة الأوقاف، صاحبة الشأن ... أو من وزارة الخارجية، وهي صاحبة الشأن أيضا...دع عنك وزارة الجالية أو الجمعيات "الدينية" المعنية...الكل صامت صمت "الحكماء" إلى أن تتضح الأمور أكثر ... يخرج علينا، مقابل ذلك وعلى النقيض منه، عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المنتهية ولايته منذ 8 سنوات و 66 يوما، ليتطوع ويوضح لنا ما الذي يجري ... يقول في استجواب له من يومين بجريدة "ليزيكو": "لن يكون ثمة تغيير بالنسبة للمغاربة، لأن المغرب لم يعد يرسل أئمة"...ويتابع:" هذا مشكل مغلوط، لأنه يتزامن مع أجندة انتخابوية" معروفة... (انتهى الاقتباس) ... هذا كلام كبير، صادر عن مسؤول سامي، قائم على مؤسسة دستورية تستوجب إعمال واجب التحفظ، لأنها في تماس مباشر مع السلطات الأجنبية، مع فرنسا في هذه الحالة...إذ حتى وإن كان في الأمر حسابات انتخابية ما، فالمفروض أن يصاغ التعبير بلغة دبلوماسية، تراعي المصلحة، ولا تثير حفيظة الحكومة الفرنسية، فما بالك الرئيس نفسه... ثم إن الرجل يدعي أن مجلس الجالية مؤسسة استشارية، تقتصر مهامها على إبداء الرأي وتسليمه للجهات المعنية، ما الذي حشر بوصوف هنا ليتخذ موقفا، الحكومة أولى به وأحق، وبكل الأحوال، هي المخولة للقول بأن ذلك سيؤثر أو لا يؤثر، له خلفيات سياسية وانتخابية أو لا...ما صدر عن بوصوف هنا، لا يدل على أنه جهة استشارية "محايدة" ... أبدا...لقد بات جهة فاعلة ومتدخلة في المجال العام جهارا نهارا ... ولربما لها ترتيباتها التي قد لا يعرفها صاحب القرار نفسه ...قيل لي منذ بدء هذه السلسلة، بأن المجلس مؤسسة استشارية، فعيب على كتاباتي استهدافها لمؤسسة لا تحتكم لسلطة القرار...ها هو بوصوف يتجاوز على الصفة الاستشارية، ويتحدث باسم من لهم الصفة التقريرية الحصرية...ألا يعبر، لا بل ألا يمثل الدولة بكل أطيافها بهذا التصريح؟ ألا يحرجها إذا لم نقل يورطها بشكل من الأشكال...هذا هو بوصوف... حيثما وضع يده، انتظروا مصيبة ما...
#فرنسا_والانفصال_الإسلامي_عندما_يتحول_بوصوف_إلى_ناطق_باسم_الدولة_المغربية_وبدون_تفويض_منها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق